تؤكد
العديد من الدراسات المختصة في مجال المباني الخضراء والبيئة، أن البيئة الصحية في
المباني ومكاتب العمل تؤثر إيجابياً على صحة العاملين وكفاءة انتاجهم.
مما لا
شك فيه أن صحة الإنسان تتأثر بدرجات متفاوتة بجودة الجو والبيئة المحيطة، فإذا كان
الجو ملوثاً فذلك سيؤدي الى تردي صحة الشخص وبالتالي تراجع في كفاءته الفكرية
والحركية وإنتاجيته العامة. ولهذا التردي في الصحة أثر مادي ومعنوي سلبي على انتاج
الشركة والمصنع وتراجع في الأرباح وقد يؤدي ذلك الى فشل الشركة.
إحدى التقارير
التي أعدتها المنظمة العالمية للمباني الخضراء WGBC بعنوان "Health, Wellbeing &
Productivity in Offices" ، خلص الى أن أماكن العمل ذات التهوية
الضعيفة ودراجات الحرارة المرتفعة بإستمرار، تؤدي الى تراجع إنتاجية العاملين
بنسبة 10%.
كما أن
دراسة بعنوان "The Impact of Green Buildings on Cognitive Function "،
اختبر فيها باحثون من جامعة هارفرد أثر تحسين جودة الهواء على بيئة العمل. خلصت
الدراسة الى أن مضاعفة معدلات التهوية في مكتب عمل نموذجي قد تكلف ما بين 14-40$،
بينما في المقابل ستزيد من انتاجية العامل الواحد بمقدار 6,500$ سنوياً. وهذا
الفارق في الإنتاجية من المؤكد أن له أثر ايجابي كبير في العائد السنوي الإجمالي
للشركة او المؤسسة صاحبة العمل.
هذا
التأثير على انتاجية العامل لا ينحصر في كفاءته المهنية والفكرية بل حتى في
التزامه بالمداومة على العمل والإبتعاد عن الاجازات المرضية، حيث أن الإجازات
المرضية للعاملين في البيئات الصحية تقل بنسبة 35% عن مثيلاتها في البيئات التي لا
تراعي الجانب البيئي.
إن تنفيذ
التصميم المعماري بصورة تراعي الجانب البيئي السليم لا يستوجب أن يقوم به مالك
العقار وحده، بل قد يقوم به صاحب العمل المستأجر لمقر عمله. وذلك في بعض الجوانب
غير المكلفة مادياً ومنها على سبيل المثال:
إبقاء
المكان دائم التهوية وغير مغلق ، استخدام الدهانات والمفروشات قليلة او منعدمة
المركبات العضوية المتطايرة VOCs، زراعة المكان بالنباتات الخضراء، توفير معقمات
هواء في المكان، واستخدام منظفات صديقة للبيئة، وغير ذلك.
أخيراً،
فإن تنقية الهواء هي المفتاح لبيئة عمل سليمة ومنتجة، مع مراعاة عناصر التصميم
البيئي الأخرى التي تعمل على تقليل الهدر في الطاقة، والمياه، والمواد العادمة.
* ملخص
لمقال أعده فريق التقارير لدى شركة JLL ، مع شيء من التصرف
(http://www.jllrealviews.com/trends/workplaces-need-breath-fresh-air/)